ريادة الأعمال: لا تحتاج أن تكون طبّاخا حتى تطعم الجوعى

25 جانفي

يبدو أننا دفعنا و ستدفع بلادنا ثمنا باهظا لما جهلناه من معنى ريادة الأعمال.

أغمضت عيني أمس بعد حوار مع صديقة خرجنا به بحرقة لمعرفة السبب الحقيقي وراء انطفاء شغلة مشاريع مجتمعية تطوعية بعد عام أو اثنين على اطلاقها. لم تكن المرة الأولى التي اسأل بها هذا السؤال فهذا السؤال اعياني منذ شهرين. كيف يتكرر نفس السيناريو للمرة الثانية ولم اتعلم كيف اتجنبه.

رسالة قديمة ارسلت في عام ٣٠-٥-٢٠١١ وقعت في يدي أمس كنت اشكو فيها خلق التعالي الذي حرمنا من التعاون مع المجموعة القديمة فقال لي الشخص الذي يعيد دوره الان:

“يعني بكل بساطة كنت أود أن أقول أنني ربما لولا أنني تعرفت إلى شخص مثلك في مرحلة مبكرة لربما تصرفت مثلهم…”

صدّقت وقتها أن للمرحلة المبكرة دور. وهذا ما نصحني به أيضا العميد. كان يقول لي أذهبي الى طلاب السنة الاولى و الثانية. طلاب السنوات الاخيرة فقدوا امكانية تبني أي مشروع أو فكرة جديدة.

الان بدا لنا جليا أنه ليس للمرحلة المبكرة دور مطلقا أو لعل له دور ولكنه ليس حاسما. فالطالب الذي شارك في المشروع وهو لا يزال سنة أولى ورغم أنه جاء بعد سنين من اقامته يشعر أنه مكتف بذاته قادر على أدارة المشروع باخلاص للوصول الى أهدافه. أو بمعنى أخر قادر على قلع المؤسس و الجلوس مكانه.

لعلي أكتب اليوم صباحا و قد وجدت مقاربة جديدة للاجابة عليه. وبعد “صباح الخير” عزيزي القارئ. اطرح عليك مقاربتي الجديدة.

نعم هي ما اختصرته بعنوان التدوينة أو هذا العنوان المنافس :  نحن قوم لا نعترف بريادة الاعمال. كلما وُلٍد لنا عملٌ وأدنا رائده.

لا تستغربوا اخوتي أني لا أعرف تسميات بعض الأمور قبل أن أعيشها و قد أصف مسماها طويلا في كلامي قبل أن اهتدي الى اسمها.

أليست هذه الرسالة تُري بوضوح اللغة و المكان الذي يتكلم به رائد الأعمال المجتمعية أو القائد .هل رائد الأعمال هو نفسه القائد؟؟

اتى  في مقدمة هذه الرسالة:

اعرف من الصعب ان يقف المرء في غمرة التنفيذ فينفض يديه من غبار البناء و ينظر الى الامور من بعيد.

ترى هل تعترف مجتمعاتنا بهذا الذي يقف و ينظر للأمور من بعيد؟؟؟

ترى هل رأيتم كيف تترفع مجتمعاتنا عن ذلك الذي يتعفر باحثا عن جواهر جديدة؟؟ هل رأيتم كيف يطرد بعد أن تقوم اساسات العمل؟؟

نعم هو يطرد دائما و التهم شتى. هذا بعضها:

  • اتهام في النوايا و الدوافع. ولبلادنا تميز في هذا المضمار. يأتي دائما واحد متحذلق فيثبت للجميع حقيقة انانية واستغلال ذلك الذي صبر طويلا على التجاهل و السخرية فيما  يصفه غاندي :” في البداية يتجاهلونك ثم يسخرون منك ثم يحاربونك ثم بالنهاية.. يتبعونك لم أكن قد انتبهت لكلمة و ترتيب يحاربونك حتى اتيت بها الان.  نعم يأتي فيخبر الجميع أنهم كانوا مخطئين عندما صدّقوا ما رأوا بأعينهم من صبره الطويل في الدعوة لما آمن به. و المؤثر حقا هو كيف تلقى هذه التهمة اصداءا في اذان من جاؤوا أخيرا و خصوصا إذا اقترنت مع ادعاء بأنهم اصحاب الجهود و المواهب الحقيقية. وهذا المستغل يصعد على أكتافهم و يقطف ثمار ما يزرعونه هم. وهنا نأتي للنقطة الثانية.
  • اكتشاف انه لا يجيد القيام بالعمل بنفسه. تقيم دورة تعليم لينكس للفتيات وهي لا تعرف تنزيل لينكس على حاسبها. يقيم مشروع اطعام الجوعى وهو لا يعرف كيف يطبخ. هل فعلا تحتاج أن تكون خبّازا حتى تجب الخبر لأهلك. ألا يكفي أن تعرف معنى الجوع.

“القائد لا يتدخل إلا بالمستويات العليا من الإدارة بعكس المدير الذي يجب عليه متابعة كل التفاصيل.الإدارة يقال هي بالترتيب : تخطيط .. وتنظيم .. ومتابعة.والقائد كلما ارتقى في الإدارة يصبح منحصراً في التخطيط ويترك التنظيم والمتابعة للمدراء التنفيذيين.

وأيضا حصلت على هذه الاجابة الرائعة عندما سألت :هل المؤسس قائد وينتهي دوره؟

كيف للمؤسسيين أن يضمنوا ان ما يقومون به سيسير حتى بعد أن يذهبوا بالطريقة التي أرادوها؟؟  وهنا سأتكلم عن القائد المؤسس او القادة المؤسسين ومن الضروري أن يكون متعدد المواهب المؤسس القائد …..

اولا أمتلاكه لرؤية عامة للمشروع ثم قدرته على ضمان نجاح المشروع من خلال الوظائف الإدارية أولها وضع أو تبني
القواعد التي تحكم العلاقات بين المستويات الإدارية وهنا نرى ذكاءه في:

  1. وظيفة العلاقات العامة مثلا توقيع عقد مكتوب فيه الأهداف والرؤية وإطار العلاقات ثم اختياره الأشخاص الذين يريد العمل معهوم وهنا نرى ذكاءه في
  2.   الموارد البشرية فهو من اختارهم… ثم الأداة رئيسية وهي أداة الرقابة فيبقى يراقب سير الأمور ليحدد ما إن كان سيستمر أم لا .

وفي النهاية نعود لموضوع أن الكفاءة هي التي تفرض نفسها فلو كان المؤسس شخص لا يمكن الاستغناء عنه وكان يعمل ضمن طاقم إداري ذو أخلاق وأهداف جيدة لن يستغنوا عنه وهذا الامر يعود لذكاءه في الموارد البشرية كما قلنا سابقا وليس من الخطا أيضا أن يبتعد عن القيادة ويبقى معهم أو بعبارة أدق تنخفض مرتبته الإدارية كما في المثلث الإداري فيصبح في الإدارة الوسطى مثلا بدل العليا .”

ستجدون نسبة المقولات لأصحابها على الرابط الذي يقودكم الى مكان نشر هذه المقولات و روابط لحسابات اصحابها على الفيس بوك.

و كي لا أطيل كثيرا سأنظر و اتعلم من تعريف ريادة الاعمال المجتمعية في ويكيبيديا و اشارككم هنا ما تعلمت:

لم اجد مقالة عنها في الويكبيديا العربية فانشئتها و أتمنى عزيزي القارئ أن يتيسر لك مساعدتي في اكمالها.

5 تعليقات to “ريادة الأعمال: لا تحتاج أن تكون طبّاخا حتى تطعم الجوعى”

  1. imanof جانفي 25, 2013 في 1:56 م #

    كما قلت وأوضحتي أخت ندى عن مفهوم الإدارة والقائد …وهذا ما يحدث تماما
    يجب ادراك هذه المعضلة منذ البداية
    بداية تنفيذ أي حطة ومشروع لأنها موجودة ومتعمقة وهي من الأشياء التي أرغب بنسفها فعلا …

    إعجاب

    • nada albunni فيفري 2, 2013 في 5:40 م #

      الله يقويك….ويقوينا جميعا على التغيير الحق.

      إعجاب

  2. محمد فيفري 2, 2013 في 5:28 م #

    بالرغم أن الدراسة الجامعية تعلمنا البعض عن العمل المؤسسي (ماعدا ادارة الاعمال) إلا أن المناهج المعقدة وقلة الخبرة من المدرسين تجعل الطالب يكره مواده مما يؤدي معه إلى دارسة المادة على مبدأ (صب وكب) وبعدها ينسى كل ما اخذه من معلومات وقوانيين هامة جداً في تأسيس وتطوير وقيادة المؤسسات.
    بالإضافة إلى الصدمة التي يجدها خريج الجامعات بحيث لا يجد شركة تؤيه وتعطيه الفرصة ليبدع فيتنازل عن بعض علمه وابداعاته الجامعية ويجبر على العمل بأي مجال يتعلق بمجاله أو لا ( حسب ظروفه الإجتماعية ) وقد يعمل بمستوى المعلومات التي حصل عليها في السنة الجامعية الثانية والباقي يبقى على الهامش إلى حين تحصيل خبرة عملية كافية وتكون قد نسيت كل ما تعلمته في الجامعة بالإضافة إلى الإنشغال في الحياة ومتطلباتها.

    بعد كل هذه الإطالة نقول أن الحياة التي عشنانها وظرفها أجبرتنا على أن نترك العمل المؤسسي وأن نعيش بعشوائية.

    لكن عن نفسي بدأت بإعادة دارسة لهذه المفاهيم وأتابع دروس وكتب د.طارق السويدان لآخذ البعض مما علمته الحياة في الإدارة والقيادة

    إعجاب

    • nada albunni فيفري 2, 2013 في 5:37 م #

      قد يكون من الحكمة تنييم شغفك بامر ما أو تأجيل تنفيذ فكرة تأكل رأسك اثناء الامتحانات … و لكن التنييم غير القتل و التأجيل غير اليأس.
      المعلومات التي يعرف العقل قدرها لا ينساها… فلاتنس ان تضع قليلا من مشاعر التقدير و الرغبة مع بعض هذه المعلومات…
      واتمنى أن تتابع ما ادونه و اسجله فلدي بعض الامثلة التي ستوضح لك كيف صمدت بعض المعلومات التي تعلمتها في الجامعة في وجه اعاصير النسيان و طارت اخرى مع النسمات و كانها لم تكن.

      إعجاب

    • nada albunni فيفري 2, 2013 في 5:39 م #

      نسيت ان اشكرك … لم يكن جوابك اطالة… وان كنت مصرا على تسميتها كذلك فارجو ان تسنح لك الظروف ان تطيل النقاش معنا دائما… و اهلا و سهلا.

      إعجاب

أضف تعليق